بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 21 نوفمبر 2014

مهارات في الثقافة الإعلامية - تصميم عبدالرحمن علي حمياني العمري

مهارات في الثقافة الإعلامية من كتاب ( الثقافة الإعلامية في سنوات المدرسة من الروضة إلى الصف الثاني عشر ) للمؤلف فرانك بيكر - تصميم عبدالرحمن علي حمياني العمري ( فوتو ستوريPhoto Story 3 ) - برنامج مراكز مصادر التعلم الفصل الدراسي الأول لعام 1435هـ - جامعة جازان .

الأربعاء، 12 نوفمبر 2014

فيديو تعليمي - علامات الإعراب الأصلية والفرعية - تصميم عبدالرحمن علي حمياني

الاثنين، 17 يناير 2011

أدب وثقافة

علاقة الأديب بالأدب ( ملحق الأربعاء )

http://www.al-madina.com/node/255583

المثقف السعودي ما له وما عليه ( ملحق الأربعاء )

http://www.al-madina.com/node/276122/arbeaa

قصص قصيرة

قصص قصيرة نشرت في الملاحق الثقافية والمجلة العربية :

ماء من حجر
http://www.al-jazirah.com.sa/2007jaz/sep/14/cu4.htm

انتصار

http://search.al-jazirah.com.sa/2007jaz/jul/26/rj13.htm

سهم متضرعة

http://www.alwatan.com.sa/news/NewsText/newsdetail.asp?issueno=2572&id=25033

قمر في عمامة ( نشرت في ملحق الأربعاء ، ولكن لم أعثر على الرابط )

ابتهجت القرية، وازدانت البيوت بالرياحين، وأضاءوا قناديل الفرح، فأقبلت النساء تحمل الكادي، وزهور الوادي، لتبارك بقدوم المولود الجديد، وفاح البخور في الأرجاء، وتضمخت النساء بالأطياب، وتألق السمر ، وطربت أحاديث الأنس والمحبة في الليالي الشاتية ، إنه أول مولود لأبوين محبوبين ، ولكنه لم يكن كأمثاله ، بل الذي حل في تلك الدار السعيدة قمر وليس بشرا، فالبياض يشع من أطرافه، والجمال ينساب من جوانحه، شب الغلام وبلغ السادسة ، وكان ذكاؤه يسبقه ، وعقله يتفجر نباهة ونبوغا ، وأما الأبوان فيعيشان السعادة كلها ، فلا يريان في الدنيا سواه ، ولا تقر عيناهما إلا إذا درج في ساحة المنزل ، وقطف لهما بعض السنابل ، فإذا تكلم أنصتا ، وإذا طلب أجيب ، وإذا تبسم ضحكا ، لقد نزعت منه شقاوة الأطفال ، وغرس مكانها الهدوء والوداعة ، وسحقت العبثية في نفسه ، وزرع مكانها الرزانة واللطافة ، كان الأبوان يحجزانه في المنزل لئلا تختلط قدماه بطين المزارع ، أو تصيبه شوكة في أصبعه ، ثيابه نظيفة دائما ، على عكس أطفال القرية ، يصر باستمرار على مشاركة أبويه في المزارع ، يأنس به الكبار إذا اقترب من مجلسهم ، فكان موضع غبطة وسرور من أهل القرية ، وكم خشيا عليه أبواه ، طلب من أبيه يوما أن يشتري له عمامة بيضاء ، لتزيده بهاء وجمالا ، وحتى يجاري شيوخ القرية ، وعده أبوه بجلبها من السوق المجاورة ، فبقي الطفل يعيش الأمل ، وينتظر السوق الأسبوعي ، فالعمامة البيضاء أقصى ما يرجوه ، وأحلى هدية تملأ دنياه ، ألح يوما على أن يأخذ الماشية ليرعاها في الوادي القريب ، المليء بالأعشاب والمرعى ، فانطلق بماشيته في الصباح الباكر ، وأمه ترقبه من شرفة المنزل ، فأحست وكأنما أخذ قلبها معه ، وجعله بين الماشية ، أنتابها شعور غريب ، وخفقة قوية غير معتادة ، ولكنها أدارت ظهرها لتلك الخفقة ، وصل الوادي فإذا هو جنة ، والعشب أخضر ، والأغصان متشابكة ، انتصف النهار ، وقد شبعت أغنامه ، وأصبحت موقرة ببطونها ، عندها قرر العودة بقطيعة المتخم ، وفي الطريق هاجت السماء بالسحاب ، وهز صوت الرعد أرجاء الوادي ، وعصفت الرياح العاتية بالأشجار ، فخاف الطفل على ماشيته ونفسه ، وتخيل السيل وهو يتخطف أغنامه ، فأخذ يسوقها بعنف ، ويزجرها بصوته ، لتنجو من السيول الهادرة ، فركضت الماشية أمامه ، وعادت نحو المنزل هروبا من المطر الذي أزعجها ، فقد بدأ ينزل بغزارة ، ولم يستطع الطفل ملاحقة الأغنام في عدوها ، فقد أنهكه الركض ، وبح صوته ، والتهبت أنفاسه ، وبدأ الإعياء يدب في عروقه ، فلما شارف على القرية ، أراد أن يلتقط أنفاسه ، ويحجم طوفان الرعب والتعب ، فقرر أن يركب أحد الخرفان السمينة ، فاقترب من كبش ضخم قوي ، كان أبواه يدخرانه لعيد الأضحى ، فقفز فوق ظهره ، ففرح الخروف بركوبه ، فقد كان يداعبه باستمرار ، فتشبث بفروه الغزير ، فلما استقر على ظهره ، ركدت أنفاسه ، وهدأ فؤاده ، وبرد الخفقان، اقترب القطيع من المنزل ، والطفل يسوقه من فوق كبشه الوديع ، وفي هذه الأثناء خرج عجوز شارف على الثمانين ، وقد احدودب ظهره وسقط حاجباه على عينيه ، فاتكأ على عصاه الغليظة يستشرف السيل ، وإذا بالطفل يمر من تحت جدار منزله وهو راكب على الكبش ، انبهر العجوز بنباهة الطفل ، ودب الإعجاب في صدره ، فمشى بخطواته الثقيلة لمشاهدة الطفل عن قرب ، فلحظه الطفل ولم يأبه به ، ولكن الطفل سمع العجوز الحاسد يتفوه بكلمات لم يتبينها ، بعدها أحس بوخز عنيف يزلزل قلبه ، وصل البيت وآوى قطيعه، ودخل الدار ، وقد كادت أمه تفقد عقلها ، وألقى بنفسه على السرير ، فدثرته أمه باللحاف ، وقربت الطعام فعافه ، فجلبت له الحلوى التي يحبها ، فلم يمسها ، فبدأت أطرافه تنتفض ، وعيناه تزوغان ، والحرارة تتصاعد ، فارتعدت الأم ووجلت ، وأتى الأب فأصيب بالصدمة ، بزغ فجر اليوم التالي ، وحالته تسوء ، فاقترب الأب من ثمرة فؤاده ، وهمس في أذنه : يا حبيبي إنني اليوم ذاهب إلى السوق ، وسوف أجلب لك العمامة البيضاء ، فنظر الطفل إليه وتبسم ، ففرح أبوه بالابتسامة ، ولكن الألم يعصر فؤاده ، انطلق إلى السوق ، وليس في ذاكرته إلا العمامة البيضاء ، فقد قرر أن لا يجلب غيرها ، وسيعود مبكرا على غير عادته ، بقيت الأم مع طفلها الذي يذوب رويدا رويدا ، فشرعت تحادثه وتستنطقه ، وما الذي دهاه في الوادي ، فأجابها بصوت ضعيف : لم يصبني مكروه ، ولم يزعجني شيء ، ثم صمت قليلا ، وأردف قائلا : إلا أنه وأنا راكب الكبش خرج فلان « العجوز « فتابعني بنظراته ، ثم تكلم، ولم أفهم شيئا ، فقد أشغلني المطر ، فصمتت الأم ! وعرفت السبب ، واستيقنت الهلاك ، وقبل الظهر ، عاد الأب مسرعا يحمل العمامة البيضاء ، وعندما دخل منزله ، وجده مكتظا بأهل القرية ، وإذا طفله ينازع السكرات ، فلفه في العمامة البيضاء ، وواراه الثرى.

روابط المقالات المنشورة في الصحف والمجلات المحلية